وقال الخطابى أصح الوجوه أنه السيد الذى يصمد اليه فى الجوائح لان الاشتقاق يشهد له فان أصل الصمد القصد يقال اصمد صمد فلان أى أقصد قصده فالصمد السيد الذى يصمد اليه فى الامور ويقصد فى الجوائح وقال قتادة الصمد الباقى بعد خلقه وقال مجاهد ومعمر هو الدائم وقد جعل الخطابى وأبو الفرج بن الجوزى الاقوال فيه أربعة هذين واللذين تقدما وسنبين ان شاء الله أن بقاءه ودوامه من تمام الصمدية وعن مرة الهمدانى هو الذى لا يبلى ولا يفنى وعنه أيضا قال هو الذى يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه .
.
و قال إبن عطاء هو المتعالي عن الكون و الفساد و عنه أيضا قال الصمد الذي لم يتبين عليه أثر فيما أظهر يريد قوله ( ^ و ما مسنا من لغوب ^ ( و قال الحسين بن الفضل هو الأزلي بلا إبتداء و قال محمد بن علي الحكيم الترمذي هو الأول بلا عدد و الباقى بلا أمد و القائم بلا عمد و قال أيضا الصمد الذي لا تدركه الأبصار و لا تحويه الأفكارولا تبلغه الأقطار و كل شيء عنده بمقدار و قيل هو الذي جل عن شبه المصورين و قيل هو بمعنى نفى التجزي و التأليف عن ذاته و هذا قول كثير من أهل الكلام و قيل هو الذي أيست العقول من الإطلاع على كيفيته و كذلك قيل هو الذي لا تدرك حقيقة نعوته