إلا من عرف مأخذهم فقول القائل إن ( ! 2 < قل هو الله أحد > 2 ! ( و فاتحة الكتاب قد تكون كل و احدة منهما فى نفسها مماثلة لسائر السور و آية الكرسي مماثلة لسائر الآيات و إنما خصت بكثرة ثواب قارئها أو لم تتعين الفاتحة في الصلاة و نحو ذلك إلا لمحض المشيئة من غير أن يكون فيها صفة تقتضي التخصيص هو مبنى على أصول جهم فى الخلق و الأمر و إن كان و افقه عليه أبو الحسن و غيره و كتب السنة المعروفة التى فيها آثار السلف يذكر فيها هذا و هذا و يجعل هذا القول قول الجبرية المتبعين لجهم في أقوال القدرية الجبرية المبتدعة و السلف كانوا ينكرون قول الجبرية الجهمية كما ينكرون قول المعتزلة القدرية و هذا معروف عن سفيان الثوري و الأوزاعى و الزبيدي و عبدالرحمن بن مهدي و أحمد بن حنبل و غيرهم و قد ذكر ذلك غير و احد من أتباع الأئمة من الحنفية و المالكية و الشافعية و الحنبلية و سائر أهل السنة فى كتبهم كما قد بسط في مواضعه و ذكرت أقوال السلف و الأئمة في ذلك .
و إنما نبهنا هنا على الأصل لأن كثيرا من الناس لا يعرف ذلك و لا يظن قول أهل السنة فى القدر إلا القول الذي هو عند أهل السنة قول جهم و أتباعه المجبرة أو ما يشبه ذلك كما أن منهم من يظن أن قول أهل السنة في مسائل الأسماء و الأحكام و الوعد و الوعيد هو أيضا القول المعروف عند أهل السنة بقول جهم و هذا يعرفه من يعرف