من القرآن إما أن يكون رفعا شرعيا بإزالته من القلوب و هو الإنساء فأخبر تعالى أن ما ينسخه أو ينسيه فإنه يأتي بخير منه أو مثله بين ذلك فضله و رحمته لعباده المؤمنين فإنه قال قبل ذلك ( ^ يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا و قولوا أنظرنا و ا سمعوا و للكافرين عذاب اليم ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب و لا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم و الله يختص برحمته من يشاء و الله ذو الفضل العظيم ^ ( فنهاهم عن التشبه بأهل الكتاب فى سوء أدبهم على الرسول و على ما جاء به و أخبر أنهم لحسدهم ما يودون أن الله ينزل عليه شيئا من الكتاب و الحكمة ثم أخبر بنعمته على المؤمنين فإنه قد كان بعض القرآن ينسخ و بعضه ينسى كما جاءت الآثار بذلك و ما أنساه سبحانه هو مما نسخ حكمه و تلاوته بخلاف المنسوخ الذي يتلى و قد نسخ ما نسخ من حكمه أو نسخ تلاوته و لم ينس و فى النسخ و الإنساء نقص ما أنزله على عباده .
فبين سبحانه أنه لا نقص في ذلك بل كل ما نسخ أو ينسى فإن الله يأتي بخير منه أو مثله فلا يزال المؤمنون فى نعمة من الله لا تنقص بل تزيد فإنه إذا أتى بخير منها زادت النعمة و إن أتي بمثلها كانت النعمة باقية و قال تعالى ( ! 2 < أو ننسها > 2 ! ( فأضاف الإنساء إليه فإن هذا الإنساء ليس مذموما بخلاف نسيان ما يجب حفظه فإنه مذموم