لأن الرسول يدل على المرسل فدل على أنه قول رسول بلغه عن مرسل لم يقل إنه لقول ملك و لا بشر بل كفر من جعله قول بشر بقوله ( ^ ذرنى و من خلقت و حيدا و جعلت له مالا ممدودا و بنين شهودا و مهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا إنه فكر و قدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس و بسر ثم أدبر و إستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر ^ ( فمن قال إنه قول بشر أو قول مخلوق غير البشر فقد كفر و من جعله قول رسول من البشر فقد صدق لأن الرسول ليس له فيه إلا التبليغ و الأدء كما قال تعالى ( ! 2 < يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك > 2 ! ) و فى سنن أبي داود عن جابر بن عبدالله أن النبى صلى الله عليه و سلم كان يعرض نفسه على الناس فى الموسم و يقول ( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي فإن قريشا قد منعونى أن أبلغ كلام ربى ( .
المجلد .
و الذي إتفق عليه السلف أن القرآن كلام الله غير مخلوق و قال غير و احد منهم منه بدأ و إليه يعود قال أحمد بن حنبل و غيره ( منه بدأ ( أي هو المتكلم به لم يبتد من غيره كما قالت الجهمية القائلون بأن القرآن مخلوق قالوا خلقه في غيره فهو مبتدأ من ذلك المحل المخلوق و يلزمهم أن يكون كلاما لذلك المحل المخلوق لا لله