يقرون أن الله خالق أفعالهم و أن لله المنة عليهم فى ذلك فكيف يعجبون بها أو كما قال .
و الأول قد يقصد أن يستعينه و يسأله و يتوكل عليه و يبرأ من الحول و القوة إلا به و لكن لا يقصد أن يعبده بفعل ما أمر به و ترك ما نهى عنه على ألسن رسله و لا يشهد أن الله يحب أن يعبد و يطاع و أنه يفرح بتوبة التائبين و يحب المتقين و يغضب على الكفار و المنافقين بل ينسلخ من الدين أو بعضه لا سيما في نهاية أمره و هذه الحال إن طردها صاحبها كان شرا من حال المعتزلة القدرية بل إن طردها طرد حقيقيا أخرجته من الدين خروج الشعرة من العجين و هي حال المشركين و أما من هداه الله فإنه يحقق قوله ( ^ إياك نعبد و إياك نستعين ^ ( و يعلم أن كل عمل لا يراد به و جه الله و لا يوافق أمره فهو مردود على صاحبه و كل قاصد لم يعنه الله فهو مصدود من مآربه فإنه يشهد أن لا إله إلا الله فيعبد الله مخلصا له الدين مستعينا بالله على ذلك مؤمنا بخلقه و أمره بقدره و شرعه فيستعين الله على طاعته و يشكره عليه و يعلم أنها منة من الله عليه و يستعيذ بالله من شر نفسه و سيئات عمله و يعلم أن ما أصابه من سيئة فمن نفسه مع علمه بأن كل شيء بقضاء الله و قدره و أن لله الحجة البالغة على خلقه و أن له فى خلقه و أمره حكمة بالغة و رحمة سابغة و هذه الأمور أصول عظيمة لبسطها موضع آخر .