.
ثم لما زاد النفى بنفى جواز ذلك و براءة النفس منه ذكر ما يدل على كراهته له و قبحه و نفى أن يعبد شيئا مما عبدوه و لو فى بعض الزمان قال ( و لا أنتم عابدون ما أعبد ( بل أنتم بريئون من عبادة ما أعبده فليس لبراءتى و كمال براءتى و بعدي من معبودكم و كمال قربى إلى الله فى عبادتى له وحده لا شريك له يكون لكم نصيب من هذه العبادة بل أنتم أيضا فى هذه الحال لا تعبدون ما أعبد لا فى الحال الأولى و لا في الثانية .
و لو إقتصر فى تبريهم من عبادة الله على الجملة الأولى لم يكن فيها تبرئة لهم فى هذه الحال الثانية فبرأهم من معبوده حين البراءة الأولى الخاصة و حين البراءة الثانية العامة القاطعة .
و هم لم يختلف حالهم فى الحالين بل هم فيهما لا يعبدون ما يعبد فلم يكن فى تغيير العبارة فائدة و إنما غيرت العبارة فى حقه و حق المؤمنين لتغيير المعنيين و الإنسان يقوى يقينه و إخلاصه و توحيده و براءته من الشرك و أهله و بغضه لما يعبدون و لعبادتهم فرفع درجته فى ذلك و هو فى ذلك يقول للكفار ( لا تعبدون ما أعبد ( في هذه الحال سواء كانوا هم قد زاد كفرهم و بغضهم له أو لم يزد