وحده بما أمر به على لسان محمد و من كان كافرا بمحمد لا يكون عمله عبادة لله قط .
وتبرئتهم من عبادة الله جاءت بلفظ و احد بجملة إسمية تقتضي براءة ذواتهم من عبادة الله لم تقتصر على نفي الفعل .
و لم يحتج أن يقول فيهم ( و لا أنتم عابدون ما عبدت ( كما قال فى نفسه ( و لا أنا عابد ما عبدتم ( لوجهين .
( أحدهما ( أن كل مؤمن فهو مأمور بقراءة هذه السورة و منهم من كان معبوده غير الله فلو قال ( و لا أنتم عابدون ما عبدت ( لقالوا بل نحن نعبد ما كنت تعبد لما كنت مشركا بخلاف ما إذا قال ( و لا أنتم عابدون ما أعبده فى هذا الوقت ( و لم يقل ( ما أنا عابد له ( إذ نفسه قد لا تكون عابدة له مطلقا و قد يجوز أن يعبد الواحد من الناس غير الله فى المستقبل فلا يكون من لم يعبد ما يعبده فى المستقبل مذموما بخلاف المؤمن الذي يخاطب بهذه السورة غيره فإنه حين يقولها ما يعبد إلا الله فهو يقول للكفار ( و لا أنتم عابدون ما أعبده الآن ( و ذكر النفي عن الكفار فى الجملتين لتقارب كل جملة جملة فلما قال ( لا أعبد ما تعبدون ( فنفى الفعل قال ( و لا أنتم عابدون ما أعبد (