العارض فإن هذه الجملة فى معنى الفعلية نفي لكونها عملت عمل الفعل لكنها دلت على إتصاف الذات بهذا فنفت عن الذات أن يعرض لها هذا الفعل تنزيها للذات و نفيا لقبولها لذلك فالأول نفي الفعل في الماضي و المستقبل و الثاني نفى قبوله فى الماضي مع الحاضر و المستقبل .
فقوله ( و لا أنا عابد ما عبدتم ( أي نفسي لا تقبل و لا يصلح لها أن تعبد ما عبدتموه قط و لو كنتم عبدتموه فى الماضي فقط فأي معبود عبدتموه في و قت فأنا لا أقبل أن أعبده فى و قت من الأوقات .
ففي هذا من عموم عبادتهم فى الماضي و المستقبل و من قوة براءته و إمتناعه و عدم قبوله لهذه العبادة فى جميع الأزمان ما ليس فى الجملة الأولى تلك تضمنت نفي الفعل فى الزمان غير الماضي و هذه تضمنت نفي إمكانه و قبوله لما كان معبودا لهم و لو فى بعض الزمان الماضي فقط و التقدير ما عبدتموه و لو فى بعض الأزمان الماضية فأنا لا يمكنني و لا يسوغ لى أن أعبده أبدا .
و لكن لم ينف إلا ما يكون منه فى الحاضر و المستقبل لأن المقصود براءته هو فى الحال و الإستقبال و هذه السورة يؤمر بها كل مسلم و إن كان قد أشرك بالله قبل قراءتها