.
هذا قول الأئمة و الجمهور كما أن الأئمة و الجمهور على إثبات القدر و الإيمان به و أن الله خالق كل شيء و أنه ما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن لا يقولون بقول من أنكر القدر من المعتزلة و نحوهم و لا بقول من أنكر حكمة الرب من الجهمية المجبرة و نحوهم .
فلا يقولون بقول القدرية النفاة للقدر و لا بقول القدرية المجبرة الذين يستلزم قولهم إنكار الأمر و النهي و الوعد و الوعيد و الجزاء بالثواب و العقاب لا سيما من أفصح منهم بذلك أو قال إن من شهد القدر سقط عنه الأمر و النهي و الوعد و الوعيد .
فآمنوا بما جاءت به الرسل فى الجملة و أوجبوا ما أوجبه الله و حرموا ما حرمه الله و آمنوا بالجنة و النار و اجتهدوا فى متابعة الرسل لكن أخطاؤا حيث نفوا القدر و ظنوا أن إثباته يناقض الأمر و النهي [ و الوعد ] و الوعيد و أنه لا يتم إيمانهم بأن الله عادل صادق حتى يكذبوا بالقدر و بإخراج أهل الكبائر من النار ظنا منهم أن الله أخبر بأن كل من كان له ذنب يستحق به العذاب لا يخرجه من النار و لا يرحمه أبدا فلم يجوزوا أن يعذب بذنبه ثم يرحم بل عندهم من كان له ذنب يستحق به العذاب لم يرحم أبدا .
و هم و إن كانوا لم يتعمدوا تكذيب الرسل فقولهم هذا يتضمن