لكن لا فى ذات الله و جعل ذلك فى و قت و احد .
فهذه عمدة هؤلاء و كل طائفة تخالفهم منعت مقدمة من مقدمات دليلهم .
فمن جوز أن يقوم بنفسه أو بالمخلوق منع تينك المقدمتين و أما الجمهور فكل أجاب بحسب قوله .
منهم من قال بل الخلق و التكوين قديم كما أن الإرادة عندكم قديمة و مع القول بقدمها لم يلزم تقدم المراد كذلك الخلق و التكوين قديم و لا يلزم تقدم المخلوق و هذا لازم للكلابية من الأشعرية و غيرهم لا جواب لهم عنه .
لكن لا يلزم من نفى قدم إرادة معينة بل نفى قدم الإرادة كما يقوله الجهمية و المعتزلة أو يقول بقدم نوع الإرادة كما يقوله أئمة أهل الحديث و من وافقهم من الفلاسفة و المتكلمين و غيرهم .
لكن صاحب هذا القول يقال له التكوين القديم إما أن يكون بمشيئته و إما أن لا يكون بمشيئته فإن كان بغير مشيئته لزم أن يكون قد خلق الخلق بلا مشيئته و إن كان بمشيئته لزم أن يكون القديم مرادا و هذا باطل و لو صح لأمكن كون العالم قديما مع كونه مخلوقا