جهة التأنيس كأنه يقول إمض لما أمرت به و ربك ليس كهذه الأرباب بل هو الأكرم الذي لا يلحقه نقص فهو ينصرك و يظهرك .
( قلت ) و قد قال بعض السلف ( لا يهدين أحدكم لله ما يستحيى أن يهديه لكريمه فإن الله أكرم الكرماء ( أي هو أحق من كل شيء بالإكرام إذ كان أكرم من كل شيء .
و هو سبحانه ذو الجلال و الإكرام فهو المستحق لأن يجل و لأن يكرم و الإجلال يتضمن التعظيم و الإكرام يتضمن الحمد و المحبة .
و هذا كما قيل فى صفة المؤمن إنه رزق حلاوة و مهابة و فى حديث هند بنت أبي هالة فى صفة النبى صلى الله عليه و سلم ( من رآه بديهة هابه و من خالطه معرفة أحبه ( .
و هذا لأنه سبحانه له الملك و له الحمد .
و قد بسط الكلام على هذا فى غير هذا الموضع و بين أن أهل السنة يصفونه بالقدرة الإلهية و الحكمة و الرحمة و هم الذين يعبدونه و يحمدونه و أنه يجب أن يكون هو المستحق لأن يعبد دون ما سواه و العبادة تتضمن غاية الذل و غاية الحب