بينوا ضلالهم شرعا و عقلا كما بسط كلام السلف و الأئمة عليهم في غير هذا الموضع إذ هو كثير .
فالقرآن إستدل بما هو معلوم للخلق من أنه ( خلق الإنسان من علق ( و هؤلاء جاءوا إلى هذا المعلوم فزعموا أنه غير معلوم بل هو مشكوك فيه ثم زعموا أنهم يذكرون الدليل الذي به يصير معلوما فذكروا دليلا باطلا لا يدل على حدوثه بل يظن أنه دليل و هو شبهة و لها لوازم فاسدة .
فأنكروا المعلوم بالعقل ثم الشرع و ادعوا طريقا معلومة بالعقل و هي باطلة فى العقل و الشرع فضاهوا الذين قال الله فيهم ( لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير ( .
و كذلك في إثبات النبوات و إمكانها و في إثبات المعاد و إمكانه عدلوا عن الطريق الهادية التى توجب العلم اليقيني التى هدى الله بها عباده إلى طريق تورث الشك و الشبهة و الحيرة و لهذا قيل غاية المتكلمين المبتدعين الشك و غاية الصوفية المبتدعين الشطح .
ثم لها لوازم باطلة مخالفة للعقل و الشرع فألزموا لوازمها التى أوجبت لهم السفسطة فى العقليات و القرمطة فى السمعيات و تكلموا