ليس هذا مما يستدل عليه فإنه أبين و أوضح مما يستدل به عليه لو كان صحيحا فكيف إذا كان باطلا .
و قولهم إن الحادث أعراض فقط و إنه مركب من الجواهر الفردة قولان باطلان لا يعلم صحتهما بل يعلم بطلانهما .
و يعلم حدوث جوهر الإنسان و غيره من المادة التى خلق منها و هي العلق كما قال ( خلق الانسان من علق ( .
و كونه مركبا من جواهر فردة ليس صحيحا و لو كان صحيحا لم يكن معلوما إلا بأدلة دقيقة لا تكون هي أصل الدين الذي هو مقدمات أولية فإن تلك المقدمات يجب أن تكون بينة أولية معلومة بالبديهة .
فطريقهم تضمن جحد المعلوم و هو حدوث الأعيان الحادثة و هذا معلوم للخلق و إثبات ما ليس بمعلوم بل هو باطل و أن الأحداث لها إنما [ هو ] جمع و تفريق للجواهر و أنه إحداث أعراض فقط .
و لهذا كان إستدلالهم بطريقة الجواهر و الأعراض على هذا الوجه مما أنكره عليهم أئمة الدين و بينوا أنهم مبتدعون فى ذلك بل