سلوك سبيل السنة و لم يكن عندهم إلا هذه الطريق .
فاستدلوا بخلق الإنسان لكن لم يجعلوا خلقه دليلا كما في الآية بل جعلوه مستدلا عليه و ظنوا أنه يعرف بالبديهة و الحسن حدوث أعراض النطفة و أما جواهرها فاعتقدوا أن الأجسام كلها مركبة من الجواهر المنفردة و أن خلق الإنسان و غيره إنما هو إحداث أعراض فى تلك الجواهر بجمعها و تفريقها ليس هو إحداث عين .
فصاروا يريدون أن يستدلوا على أن الإنسان مخلوق ثم إذا ثبت أنه مخلوق قالوا إن له خالقا .
و استدلوا على أنه مخلوق بدليل الأعراض و أن النطفة و العلقة و المضغة لا تنفك من اعراض حادثة إذ كان عندهم جواهر تجمع تارة و تفرق أخرى فلا تخلو عن إجتماع و إفتراق و هما حادثان فلم يخل الإنسان عن الحوادث و ما لم يخل من الحوادث فهو حادث لإمتناع حوادث لا أول لها .
و هذه هي الطريقة التى سلكها الأشعري فى ( اللمع فى الرد على أهل البدع ( و شرحه أصحابه شروحا كثيرة و كذلك فى ( رسالته إلى اهل الثغر ( و ذكر قوله تعالى ( أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم