.
وهو سبحانه علم ما فى الأذهان و خلق ما فى الأعيان و كلاهما مجعول له لكن الذي فى الخارج جعله جعلا خلقيا و الذي فى الذهن جعله جعلا تعليميا فهو الذى ( خلق خلق الإنسان من علق ( و هو ( الاكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ( .
و قوله ( علم بالقلم ( يدخل فيه تعليم الملائكة الكاتبين و يدخل فيه تعليم كتب الكتب المنزلة فعلم بالقلم أن يكتب كلامه الذى أنزله كالتوراة و القرآن بل هو كتب التوراة لموسى .
و كون محمد كان نبيا أميا هو من تمام كون ما أتى به معجزا خارقا للعادة و من تمام بيان أن تعليمه أعظم من كل تعليم كما قال تعالى ( و ما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ( فغيره يعلم ما كتبه غيره و هو علم الناس ما يكتبونه و علمه الله ذلك بما أوحاه إليه .
و هذا الكلام الذى أنزل عليه هو آية و برهان على نبوته فإنه لا يقدر عليه الإنس و الجن ( قل لئن اجتمعت الانس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ( و في الآية الأخرى ( فأتوا بعشر سور