و لما عابهم بعبادة من لا يغنى شيئا فلا ينفع و لا يضر قال ( الذى خلقني فهو يهدين و الذى هو يطعمنى و يسقين و إذا مرضت فهو يشفين و الذى يميتنى ثم يحيين و الذى أطمع أن يغفر لي خطيئتى يوم الدين ( فإن الإنسان يحتاج إلى جلب المنفعة لقلبه و جسمه و دفع المضرة عن ذلك و هو أمر الدين و الدنيا .
فمنفعة الدين الهدى و مضرته الذنوب و دفع المضرة المغفرة و لهذا جمع بين التوحيد و الإستغفار في مواضع متعددة .
و منفعة الجسد الطعام و الشراب و مضرته المرض و دفع المضرة الشفاء .
و أخبر أن ربه يحيي و يميت و أنه فطر السموات و الأرض و إحياؤه فوق كماله بأنه حي .
و أنه فطر السموات و الأرض يقتضي إمساكها و قيامها الذى هو فوق كماله بأنه قائم بنفسه حيث قال عن النجوم ( لا أحب الآفلين ( .
فإن الآفل هو الذى يغيب تارة و يظهر تارة فليس هو قائما على