ثم إنه ناظر المشركين بعبادة من لا يوصف بصفات الكمال فقال لأبيه ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغني عنك شيئا ( و قال لأبيه و قومه ( ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون إلى قوله فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقنى فهو يهدين و الذي هو يطعمني و يسقين و إذا مرضت فهو يشفين و الذي يميتنى ثم يحيين ( إلى آخر الكلام .
و قال ( إني وجهت وجهي للذى فطر السموات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين ( و قال ( إنني براء مما تعبدون إلا الذى فطرني فإنه سيهدين و جعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون .
( فإبراهيم دعا إلى الفطرة و هو عبادة الله و حده لا شريك له و هو الإسلام العام و الإقرار بصفات الكمال لله و الرد على من عبد من سلبها .
فلما عابهم بعبادة من لا علم له و لا يسمع و لا يبصر قال ( ربنا إنك تعلم ما نخفي و ما نعلن و ما يخفى على الله من شيء فى الأرض و لا فى السماء الحمد لله الذى وهب لي على الكبر إسماعيل و إسحق إن ربي لسميع الدعاء (