و قد أمر سبحانه بذكر نعمه فى غير موضع كقوله ( و أذكروا نعمة الله عليكم و ما أنزل عليكم من الكتاب و الحكمة .
و المطلوب بذكرها شكرها كما قال ( و من حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم و إخشونى و لأتم نعمتى عليكم و لعلكم تهتدون كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا و يزكيكم و يعلمكم الكتاب و الحكمة و يعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فإذكرونى أذكركم و أشكروا لى و لا تكفرون ( .
و قوله ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم ( يتناول كل من خوطب بالقرآن و كذلك قوله ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ( فالرسول من أنفس من خوطب بهذا الكلام إذ هي كاف الخطاب .
و لما خوطب به أولا قريش ثم العرب ثم سائر الأمم صار يخص و يعم بحسب ذلك .
و فيه ما يخص قريشا كقوله ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء