والتذكر هو الذكر التام الذي يذكره المذكر به وينتفع به .
وغير هؤلاء قال تعالى فيهم ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا إستمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم ( وقال تعالى ( وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين ( فقد أتاهم وقامت به الحجة ولكن لم يصغوا إليه بقلوبهم فلم يفهموه أو فهموه فلم يعملوا به كما قال ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ( .
والخاص هو التام النافع وهو الذي حصل معه تذكر لمدكر فإن هذا ذكرى كما قال ( فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى ( أي يجنب الذكرى وهو إنما جنب الذكرى الخاصة .
وأما المشترك الذي تقوم به الحجة فقد ذكر هو وغيره بذلك وقامت الحجة عليهم وقد قال تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( وقال ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ( وقال عن أهل النار ( كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ( وقال تعالى ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم