وإذا ثبت أنه مريد قيل إما أن يكون أرادها لحكمة و إما أن يكون أرادها لغير حكمة [ فإن قالوا ( لغير حكمة ( كان ] مكابرة فإن الإرادة لا تعقل إلا إذا كان المريد قد فعل لحكمة يقصدها بالفعل .
و أيضا فإذا جوزوا أن يكون فاعلا مريدا بلا حكمة فكونه فاعلا مريدا لحكمة أولى بالجواز .
و أما قولهم ( هذا لا يعقل إلا فى حق من ينتفع و ذلك يوجب الحاجة و الله منزه عن ذلك ( .
فإن أرادوا أنه يوجب إحتياجه إلى غيره أو شيء من مخلوقاته فهو ممنوع و باطل فإن كل ما سواه محتاج إليه من كل و جه و هو الصمد الغني عن كل ما سواه و كل ما سواه محتاج إليه و هو القيوم القائم بنفسه المقيم لكل ما سواه فكيف يكون محتاجا إلى غيره .
و إن أرادوا أنه تحصل له بالخلق حكمة هي أيضا حاصلة بمشيئته فهذا لا محذور فيه بل هو الحق .
و إذا قالوا ( الحكمة هي اللذة ( قيل لفظ ( اللذة ( لم يرد به الشرع و هو موهم و مجمل لكن جاء الشرع بأنه ( يحب ( و ( يرضى (