أحسنه ( فقد قسم القول إلى حسن و أحسن و القرآن كله متبع و هذا حجتهم .
فيقال الجواب من ثلاثة أوجه إلزام و حل .
( الأو ل ( أن هذا مثل قوله ( و اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ( و مثل قوله ( و كتبنا له فى الألواح من كل شيء مو عظة و تفصيلا لكل شيء فخذها بقوة و أمر قومك يأخذوا بأحسنها ( فقد أمرالمؤمنين باتباع أحسن ما أنزل إليهم من ربهم و أمر بنى إسرائيل أن يأخذوا بأحسن التوراة و هذا أبلغ من تلك الآية فإن تلك إنما فيها مدح باتباع الأحسن و لا ريب أن القرآن فيه الخبر و الأمر بالحسن و الأحسن و إتباع القو ل إنما هو العمل بمقتضاه و مقتضاه فيه حسن و أحسن ليس كله أحسن و إن كان القرآن فى نفسه أحسن الحديث ففرق بين حسن الكلام بالنسبة إلى غيره من الكلام و بين حسنه بالنسبة إلى مقتضاه المأمور و المخبر عنه .
( الوجه الثانى ( أن يقال إنه قال ( فبشر عبادى الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولوا الألباب ( و القرآن تضمن خبرا و أمرا فالخبر عن الأبرار و المقربين و عن الكفار و الفجار فلا ريب أن إتباع الصنفين حسن