لمبلسين فهى من أشكل ما أورد ومما أعضل على الناس فهمها فقال كثير من أهل الأعراب والتفسير أنه على التكرير المحض والتأكيد قال الزمخشرى ( من قبله ( من باب التوكيد كقوله تعالى ! 2 < فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها > 2 ! ومعنى التوكيد فيه الدلالة على أن عهدهم بالمطر قد تطاول وبعد فإستحكم يأسهم وتمادى وتمادى إبلاسهم فكان الإستبشار بذلك على قدر إهتمامهم بذلك هذا كلامه وقد إشتمل على دعويين باطلتين .
إحداهما قوله إنه من باب التكرير .
والثانية تمثيله ذلك بقوله تعالى ! 2 < فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها > 2 ! فإن ( فى ( الأولى على حد قولك زيد فى الدار أى حاصل أو كائن وأما الثانية فعمولة للخلود وهو معنى آخر غير معنى مجرد الكون فلما إختلف العاملان ذكر الحرفين فلو إقتصر على إحداهما كان من باب الحذف لدلالة الآخر عليه ومثل هذا لا يقال له تكرار ونظير هذا أن تقول زيد فى الدار فيها أو ساكن فيها ونحوه مما هو جملتان مقيدتان بمعنيين .
وأما قوله ! 2 < من قبل أن ينزل عليهم من قبله > 2 ! فليس من التكرار بل تحته معنى دقيق والمعنى فيه وإن كانوا من قبل أن ينزل