يقع على وجوه يكون لطلب الفعل من الغير فالاستخراج والاستفهام والاستعلام يكون في الأفعال المتعدية يقال إستخرجت المال من غيري وكذلك إستفهمت ولا يصلح هذا أن يكون معنى الاستيئاس فإن أحدا لا يطلب اليأس ويستدعيه ولأن إستيأس فعل لازم لا متعدي .
ويكون للاستفعال لصيرورة المستقبل على صفة غيرة وهذا يكون فى الأفعال اللازمة كقولهم إستحجر الطين أي صار كالحجر وإستنوق الفحل أي صار كالناقة وأما النظر فيما إستيأسوا منه فإن الله تعالى ذكر ذلك في قصة أخوة يوسف حيث قال ! 2 < فلما استيأسوا منه > 2 ! .
وأما الرسل فلم يذكر ما إستيأسوا منه بل أطلق وصفهم بالاستيأس فليس لأحد أن يقيده بأنهم إستيأسوا مما وعدوا به وأخبروا بكونه ولا ذكر ابن عباس ذلك .
وثبت أن قوله ! 2 < وظنوا أنهم قد كذبوا > 2 ! لا يدل على ظاهره فضلا عن باطنه أنه حصل فى قلوبهم مثل تساوى الطرفين فيما أخبروابه فإن لفظ الظن في اللغة لا يقتضى ذلك بل يسمى ظنا ما هو من أكذب الحديث عن الظان لكونه أمرا مرجوحا في نفسه واسم