منه بعض مقدماتها مثل ما يذكرون أنه حل السراويل وقعد منها قعد الخاتن ونحو هذا وما ينقلون فى ذلك ليس هو عن النبى ولا مستند له فيه إلا النقل عن بعض أهل الكتاب وقد عرف كلام اليهود فى الأنبياء وغضهم منه كما قالوا فى سليمان ما قالوا وفي داود ما قالوا فلو لم يكن معنا ما يرد نقلهم لم نصدقهم فيما لم نعلم صدقهم فيه فكيف نصدقهم فيما قد دل القرآن على خلافه .
والقرآن قد أخبر عن يوسف من الاستعصام والتقوى والصبر فى هذه القضية ما لم يذكر عن أحد نظيره فلو كان يوسف قد أذنب لكان إما مصرا وإما تائبا والإصرار منتع فتعين أن يكون تائبا والله لم يذكر عنه توبة فى هذا ولا إستغفار كما ذكر عن غيره من الأنبياء فدل ذلك على أن ما فعله يوسف كان من الحسنات المبرورة والمساعي المشكورة كما أخبر الله عنه بقوله تعالى ! 2 < إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين > 2 ! .
وإذا كان الأمر فى يوسف كذلك كان ما ذكرمن قوله ! 2 < إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي > 2 ! إنما يناسب حال إمرأة العزيز لا يناسب حال يوسف فاضافة الذنوب إلى يوسف في هذه القضية فرية على الكتاب والرسول وفيه تحريف للكلم عن مواضعه وفيه