أعظم ما يكون من الأمر بالسوء .
وأما يوسف عليه الصلاة والسلام فإن لم تكن نفسه من النفوس المرحومة عن أن تكون أمارة فما فى الأنفس مرحوم فإن من تدبر قصة يوسف علم أن الذي رحم به وصرف عنه من السوء والفحشاء من أعظم ما يكون ولولا ذلك لما ذكره الله في القرآن وجعله عبرة وما من أحد من الصالحين الكبار والصغار إلا ونفسه إذا إبتليت بمثل هذه الدواعى أبعد عن أن تكون مرحومة من نفس يوسف وعلى هذا التقدير فإن لم تكن نفس يوسف مرحومة فما فى النفوس مرحومة فإذا كل النفوس أمارة بالسوء وهو خلاف ما فى القرآن ولا يلتفت إلى الحكاية المذكورة عن سلم بن يسار أن اعرابية دعته إلى نفسها وهما فى البادية فامتنع وبكى وجاء أخوه وهو يبكى فبكى وبكت المرأة وذهبت فنام فرأى يوسف في منامه وقال أنا يوسف الذى هممت وانت مسلم الذي لم تهم فقد يظن من يسمع هذه الحكاية أن حال مسلم كان أكمل وهذا جهل لوجهين .
( أحدهما ( أن مسلما لم يكن تحت حكم المرأة ولا لها عليه حكم ولا لها عليه قدرة أن تكذب عليه وتستعين بالنسوة وتحبسه