.
فأما فعل الفاحشة فليس من باب الخيانة والأمانة ولكن هو باب الظلم والسوء والفحشاء كما وصفها الله بذلك فى قوله تعالى عن يوسف ! 2 < معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون > 2 ! ولم يقل هنا الخائنين ثم قال تعالى ^ كذلك انصرف عنه السوء والفحشاء أنه من عبادنا المخلصين ^ ولم يقل لنصرف عنه الخيانة فليتدبر اللبيب هذه الدقائق فى متاب الله تعالى .
( الوجه العاشر ( أن فى الكلام المحكى الذي أقره الله تعالى ^ إن النفس الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى ^ وهذا يدل على أنه ليس كل نفس أمارة بالسوء بل ما رحم ربى ليس فيه النفس الأمارة بالسوء .
وقد ذكر طائفة من الناس ان النفس لها ثلاثة أحوال تكون أمارة بالسوء ثم تكون لوامة أي تفعل الذنب ثم تلوم عليه أو تتلوم فتتردد بين الذنب والتوبة ثم تصير مطمئنة .
و ( المقصود هنا ( أن ما رحم ربى من النفوس ليست بأمارة وإذا كانت النفوس منقسمة إلى مرحومة وأمارة فقد علمنا قطعا ان نفس امرأة العزيز من النفوس الأمارة بالسوء لأنها أمرت بذلك مرة بعد مرة وراودت وافترت وإستعانت بالنسوة وسجنت وهذا من