وبينها لم يعرف الحق ولم تفهم الآية ومعناها ولم يحصل به الهدى والعلم الذي هو المراد بإنزال الكتاب .
قال أبو عبدالرحمن السلمى حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرها أنهم كانوا إذا تعلموا من النبى عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .
وقال الحسن البصري ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم فيها ذا نزلت وماذا عني بها وقد قال تعالى ! 2 < أفلا يتدبرون القرآن > 2 ! وتدبر الكلام إنما ينتفع به إذا فهم وقال ^ إنا جعلنا ه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ^ .
فالرسل تبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم وعليهم أن يبلغوا الناس البلاغ المبين والمطلوب من الناس ان يعقلوا ما بلغه الرسل والعقل يتضمن العلم والعمل فمن عرف الخير والشر فلم يتبع الخير ويحذر الشر لم يكن عاقلا ولهذا لا يعد عاقلا إلا من فعل ما ينفعه واجتنب ما يضره فالمجنون الذي لا يفرق بين هذا وهذا قد يلقى نفسه فى المهالك وقد يفر مما ينفعه