مختصا بنوع فهو دليل عليه فانه مستلزم له وكل ملزوم دليل على لازمه كايات الأنبياء كلها فانها مختصة بجنسهم .
وهذا القرآن مختص بجنسهم ومن بين الجنس خاتمهم لا يمكن أن يأتى به غيره و كان ذلك برهانا بينا على أن الله أنزله و أنه نزل بعلم الله هو الذى أخبر بخبره و أمر بما أمر به كما قال ! 2 < لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه > 2 ! الآية و ثبوت الرسالة ملزوم لثبوت التوحيد و أنه لا إله إلا الله من جهة أن الرسول أخبر بذلك و من جهة أنه لا يقدر احد على الأتيان بهذا القرآن إلا الله فإن من العلم ما لا يعلمه إلا الله إلى غير ذلك من وجوه البيان فيه كما قد بسط ونبه عليه فى غير هذا الموضوع ولا سيما هذه السورة فإن فيها من اليبان والتعجيز والترهيب مالا يقدر قدرة إلا الله .
و ( المقصود هنا ( هو الكلام على قوله ! 2 < أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه > 2 ! حيث سأله السائل عن تفسيرها وذكر مافى التفاسير من كثرة الإختلاف فيها وإن ذلك الإختلاف يزيد الطالب عمى عن معرفة المراد الذي يحصل به الهدى والرشاد فإن الله تعال إنما نزل القرآن ليهتدى به لا ليختلف فيه والهدى إنما يكون إذا عرفت معانيه فإذا خصل الإختلاف المضاد لتلك المعانى التى لا يمكن الجمع بينه