وقال أبو الدرداء لا تهلك أمة حتى يتبعوا أهواءهم ويتركوا ما جاءتهم به أنبياؤهم من البينات والهدى وقال تعالى ! 2 < قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني > 2 ! فمن اتبعه يدعو إلى الله على بصيرة والبصيرة هي بينة وقال ! 2 < أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس > 2 ! الآية فالنور الذي يمشي به فى الناس هو البينة والبصيرة وقال ! 2 < الله نور السماوات والأرض > 2 ! الآية .
قال أبى بن كعب وغيره هو مثل نور المؤمن وهو نوره الذى فى قلبه عبده المؤمن الناشي عن العلم النافع والعمل الصالح وذلك بينة من ربه وقال ! 2 < أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه > 2 ! فهذا النور الذي هو عليه وشرح الصدر للإسلام هو البينة من ربه وهو الهدى المذكور في قوله ! 2 < أولئك على هدى من ربهم > 2 ! واستعمل في هذا حرف الإستعلا لأن القلب لا يستقر ولا يثبت إلا إذا كان عالما موقنا بالحق فيكون العلم والإيمان صبغة له ينصبغ بها كما قال ! 2 < صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة > 2 ! ويصير مكانة له كما قال ! 2 < قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون > 2 ! والمكان والمكانة قد يراد به ما يستقر الشيء عليه وإن لم يكن محيطا به كالسقف مثلا قد يراد به مايحيط به .
فالمهتدون لما كانوا على هدى من ربهم ونور وبينة وبصيرة صار