والامارات مقهورين مع هذين الصنفين تارة بالاحتياج إليهم إذا هجم عدو يفسد الدين بالجدل او الدنيا بالظلم و تارة بالاحتياج إليهم اذا هجم على أنفسهم من أنفسهم ذلك و تارة بالاحتياج إليهم لتخليص بعضهم من شر بعض فى الدين و الدنيا و تارة يعيشون فى ظلهم فى مكان ليس فيه مبتدع يستطيل عليهم و لا و ال يظلمهم و ما ذاك إلا لوجود علماء الحجج الدامغة لأهل البدع و السياسة الدافعة للظلم .
و لهذل قيل صنفان إذا صلحوا صلح الناس العلماء و الأمراء و كما أن المنفعة فيهما فالمضرة منهما فان البدع و الظلم لا تكون إلا فيهما أهل الرياسة العلمية و أهل الرياسة القدرية و لهذا قال طائفة من السلف كالثورى و ابن عيينة و غيرهما ما معناه أن من نجا من فتنة البدع و فتنة السلطان فقد نجا من الشر كله و قد بسطت القول فى هذا فى الصراط المستقيم عند قوله ^ ( فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم و خضتم كالذى خاضوا ) ^