.
قالوا لأن هذا كله إنما يعلم بالسمع و الخبر خبر الله و رسوله قالوا و ليس في الكتاب و السنة مايبين ما يفعل الله بمن كسب السيئات إلا الكفر و تأولوا قوله تعالى ^ إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ^ بأن المراد بالكبائر قد يكون هو الكفر وحده كما قال تعالى ! 2 < إن الله لا يغفر أن يشرك به > 2 ! .
و قد ذكر هذه الأمور القاضي أبو بكر ابن الباقلاني و غيره ممن يقول بمثل هذه الأقوال ممن سلك مسلك جهم بن صفوان في القدر و فى الوعيد و هؤلاء قصدوا مناقضة المعتزلة فى القدر و الوعيد .
فأولئك لما قالوا إن الله لم يخلق أفعال العباد و أنه يشاء مالا يكون و يكون مالا يشاء و سلكوا مسلك نفاة القدر فى هذا و قالوا في الوعيد بنحو قول الخوارج قالوا إن من دخل النار لا يخرج منها لا بشفاعة و لا غيرها بل يكون عذابه مؤبدا فصاحب الكبيرة أو من رجحت سيئاته عندهم لايرحمه الله أبدا بل يخلده في النار فخالفوا السنة المتواترة و إجماع الصحابة فيما قالوه فى القدر و ناقضهم جهم فى هذا و هذا .
وسلك هؤلاء مسلك جهم مع انتسابهم إلى أهل السنة و الحديث