.
وهذا يخالف قول الجهمية و من اتبعهم الذين يقولون إن الله يعذب بلا ذنب و يعذب أطفال الكفار و غيرهم عذابا دائما أبدا بلا ذنب .
فان هؤلاء يقولون يخاف الله خوفا مطلقا سواء كان له ذنب أو لم يكن له ذنب و يشبهون خوفه بالخوف من الأسد و من الملك القاهر الذي لا ينضبط فعله و لا سطوته بل قد يقهر و يعذب من لاذنب له من رعيته .
فاذا صدق العبد بقوله تعالى ! 2 < وما أصابك من سيئة فمن نفسك > 2 ! علم بطلان هذا القول و أن الله لا يعذبه و يعاقبه إلا بذنوبه حتى المصائب التى تصيب العبد كلها بذنوبه .
و قد تقدم قوم السلف ابن عباس و غيره أن ما أصابهم يوم أحد من الغم و الفشل إنما كان بذنوبهم لم يستثن من ذلك أحد .
وهذا من فوائد تخصيص الخطاب لئلا يظن أنه عام مخصوص .
وفى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ^ مايصيب المؤمن من وصب و لا نصب و لا هم و لا حزن و لاغم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ^