.
وهذا مبسوط فى غير هذا الموضع والمقصود هنا أنه إذا عرف أن النعم كلها من الله و أنه لا يقدر أن يأتى بها إلا الله فلا يأتى بالحسنات إلا هو و لا يذهب السيئات إلا هو و أنه ( مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعده ) صار توكله و رجاؤه و دعاؤه للخالق و حده .
وكذلك إذا علم مايستحقه الله من الشكر الذي لا يستحقه غيره صار علمه بأن الحسنات من الله يوجب له الصدق في شكر الله و التوكل عليه .
ولو قيل إنها من نفسه لكان غلطا لأن منها ما ليس لعمله فيه مدخل و ما كان لعمله فيه مدخل فان الله هو المنعم به فانه لا حول و لا قوة إلا بالله و لا ملجا و لامنجى منه إلا إليه .
وعلم أن الشر قد انحصر سببه فى النفس فضبط ذلك و علم من أين يؤتى فاستغفر ربه مما فعل و تاب و استعان الله و استعاذ به مما لم يعمل بعد كما قال من قال من السلف ( لايرجون عبد إلا ربه و لا يخافن عبد إلا ذنبه (