.
و الصواب قول الجمهور أن هذا كقوله ^ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن والاثم و البغي بغير الحق ^ فانه ينفي التحريم عن غير هذه الأصناف و يثبتها لها لكن أثبتها للجنس أو لكل و احد و احد من العلماء كما يقال إنما يحج المسلمون و لايحج إلا مسلم و ذلك أن المستثنى هل هو مقتض أو شرط .
ففي هذه الآية و أمثالها هو مقتض فهو عام فان العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف فاذا كان العلم يوجب الخشية الحاملة على فعل الحسنات و ترك السيئات و كل عاص فهو جاهل ليس بتام العلم يبين ما ذكرنا من أن أصل السيئات الجهل و عدم العلم و إذا كان كذلك فعدم العلم ليس شيئا موجودا بل هو مثل عدم القدرة و عدم السمع و البصر و سائر الاعدام .
والعدم لا فاعل له و ليس هو شيئا و إنما الشيء الموجود و الله تعالى خالق كل شيء فلا يجوز أن يضاف العدم المحض الى الله لكن قد يقترن به ما هو موجود .
فاذا لم يكن عالما بالله لا يدعوه الى الحسنات و ترك السيئات .
والنفس بطبعها متحولة فانها حية و الارادة و الحركة الارادية من