.
فان كونه مكتوبا فى اللوح المحفوظ وفي صحف مطهرة بأيدى الملائكة لا ينافى أن يكون جبريل نزل به من الله سواء كتبه الله قبل أن يرسل به جبريل او بعد ذلك واذا كان قد انزله مكتوبا إلى بيت العزة جملة واحدة فى ليلة القدر فقد كتبه كله قبل ان ينزله .
والله تعالى يعلم ما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون وهو سبحانه قد قدر مقادير الخلائق وكتب أعمال العباد قبل ان يعملوها كما ثبت ذلك فى صريح الكتاب والسنة وآثار السلف ثم انه يأمر الملائكة بكتابتها بعد ما يعملونها فيقابل بين الكتابة المتقدمة على الوجود والكتابة المتأخرة عنه فلا يكون بينهما تفاوت هكذا قال إبن عباس وغيره من السلف وهو حق فإذا كان مايخلقه بائنا عنه قد كتبه قبل أن يخلقه فكيف يستبعد ان يكتب كلامه الذى يرسل به ملائكته قبل ان يرسلهم به .
ومن قال أن جبريل اخذ القرآن من الكتاب لم يسمعه من الله كان هذا باطلا من وجوه منها ان يقال إن الله سبحانه وتعالى قد كتب التوراة لموسى بيده فبنوا اسرائيل اخذوا كلام الله من الكتاب الذى كتبه هو سبحانه وتعالى فيه فان كان محمد أخذه عن جبريل وجبريل عن الكتاب