يقصد مخالفة الرسول بل خفي عليهم العلم و كان ذلك سببه ما حدث من الذنوب كما قال صلى الله عليه و سلم ( خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحا رجلان فرفعت و لعل ذلك أن يكون خيرا لكم ( أي قد يكون اخفاؤها خيرا لكم لتجتهدوا فى ليالي العشر كلها فإنه قد يكون اخفاء بعض الأمور رحمة لبعض الناس .
والنزاع فى الأحكام قد يكون رحمة إذا لم يفض الى شر عظيم من خفاء الحكم و لهذا صنف رجل كتابا سماه ( كتاب الاختلاف ( فقال أحمد سمه ( كتاب السعة ( و ان الحق في نفس الأمر واحد و قد يكون من رحمة الله ببعض الناس خفاؤه لما في ظهوره من الشدة عليه و يكون من باب قوله تعالى ^ لا تسألواعن أشياء إن نبد لكم تسؤكم ^ .
و هكذا ما يوجد فى الأسواق من الطعام و الثياب قد يكون فى نفس الأمر مغصوبا فإذا لم يعلم الإنسان بذلك كان كله له حلالا لا إثم عليه فيه بحال بخلاف ما إذا علم فخفاء العلم بما يوجب الشدة قد يكون رحمة كما أن خفاء العلم بما يوجب الرخصة قد يكون عقوبة كما أن رفع الشك قد يكون رحمة و قد يكون عقوبة و الرخصة رحمه و قد يكون مكروه النفس أنفع كما فى الجهاد ( و عسى