أباحه ما يكفي المؤمن المتبع فى دينه و دنياه لا يحتاج ان يخرج عنه الى مانهى عنه .
وأما ما كلفت به فهو ما أمرت بفعله و ذلك يكون مما تسعه أنت لا مما يسعك هو و قد يقال لايسعني تركه بل تركه محرم و قد قال تعالى ! 2 < تلك حدود الله فلا تقربوها > 2 ! و هو أول الحرام و قال ! 2 < تلك حدود الله فلا تعتدوها > 2 ! و هي آخر الحلال و قال ! 2 < ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم > 2 ! و هذا التغيير نوعان .
( أحدهما ) أن يبدوا ذلك فيبقى قولا و عملا يترتب عليه الذم و العقاب .
و ( الثانى ) أن يغيروا الايمان الذي فى قلوبهم بضده من الريب و الشك و البغض و يعزموا على ترك فعل ما أمر الله به و رسوله فيستحقون العذاب هنا على ترك المأمور و هناك على فعل المحظور .
وكذلك ما فى النفس مما يناقض محبة الله و التوكل عليه و الاخلاص له و الشكر له يعاقب عليه لأن هذه الأمور كلها واجبة فاذا خلي القلب عنها و اتصف بأضدادها استحق العذاب على ترك هذه الواجبات