فى مسائل الصفات في إثبات العلم و الخبرة و الارادة و غير ذلك و أنكر ذلك عليهم طائفة منهم الشيخ أبو محمد فى رسالته إلى أهل رأس العين و قال لايسمى الله غائبا و استدل بما ذكر $ وفصل الخطاب بين الطائفتين أن اسم ( الغيب و الغائب ( من الأمور الاضافية يراد به ماغاب عنا فلم ندركه و يراد به ما غاب عنا فلم يدركنا و ذلك لأن الواحد منا إذا غاب عن الآخر مغيبا مطلقا لم يدرك هذا هذا و لا هذا هذا و الله سبحانه شهيد على العباد رقيب عليهم مهيمن عليهم لا يعزب عنه مثقال ذرة فى الأرض ولا في السماء فليس هو غائبا وإنما ( لما ) لم يره العباد كان غيبا و لهذا يدخل فى الغيب الذي يؤمن به و ليس هو بغائب فإن ( الغائب ( اسم فاعل من قولك غاب يغيب فهو غائب و الله شاهد غير غائب و أما ( الغيب ( فهو مصدر غاب يغيب غيبا و كثيرا ما يوضع المصدر موضع الفاعل كالعدل و الصوم و الزور و موضع المفعول كالخلق و الرزق و درهم ضرب الأمير .
ولهذا يقرن الغيب بالشهادة و هي أيضا مصدر فالشهادة هي المشهود أو الشاهد و الغيب هو إما المغيب عنه فهو الذي لا يشهد نقيض الشهادة و إما بمعنى الغائب الذي غاب عنا فلم نشهده فتسميته باسم المصدر فيه تنبيه