يكفرون بالرحمن قل هو ربى لا إله إلا هو عليه توكلت و اليه متاب ) فأمر نبيه بأن يقول على الرحمن توكلت و اليه متاب كما أمره بهما فى قوله ^ فاعبده و توكل عليه ^ والأمر له أمر لأمته و أمره بذلك فى أم القرآن و فى غيرها لأمته ليكون فعلهم ذلك طاعة لله و أمتثالا لأمره و لا يتقدموا بين يدى الله و رسوله و لهذا كان عامة ما يفعله نبينا صلى الله عليه و سلم و الخالصون من أمته من الأدعية و العبادات و غيرها إنما هو بأمر من الله بخلاف من يفعل مالم يؤمر به و إن كان حسنا أو عفوا و هذا أحد الأسباب الموجبة لفضله و فضل أمته على من سواهم و فضل الخالصين من أمته على المشوبين الذين شابوا ماجاء به بغيره كالمنحرفين عن الصراط المستقيم .
وإلى هذين الأصلين كان النبى صلى الله عليه و سلم يقصد فى عباداته و أذكاره و مناجاته مثل قوله فى الأضحية ^ اللهم هذا منك و لك ^ فإن قوله ! 2 < منك > 2 ! هو معنى التوكل و الاستعانة و قوله ! 2 < لك > 2 ! هو معنى العبادة و مثل قوله في قيامه من الليل ^ لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت وإليك أنبت و بك خاصمت و إليك حاكمت أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذى لا تموت و الجن و الانس يموتون ^ إلى أمثال ذلك