.
فقد ثبت بهذا النص أن هذه السورة منقسمة بين الله و بين عبده و أن هاتين الكلمتين مقتسم السورة ف ! 2 < إياك نعبد > 2 ! مع ما قبله لله و إياك نستعين مع ما بعده للعبد و له ما سأل ولهذا قال من قال من السلف نصفها ثناء و نصفها مسألة و كل واحد من العبادة و الاستعانة دعاء .
وإذا كان الله قد فرض علينا أن نناجيه و ندعوه بهاتين الكلمتين فى كل صلاة فمعلوم أن ذلك يقتضي أنه فرض علينا أن نعبده و أن نستعينه إذ إيجاب القول الذي هو إقرار و اعتراف و دعاء و سؤال هو إيجاب لمعناه ليس إيجابا لمجرد لفظ لامعنى له فإن هذا لا يجوز أن يقع بل إيجاب ذلك أبلغ من إيجاب مجرد العبادة و الاستعانة فإن ذلك قد يحصل أصله بمجرد القلب أو القلب و البدن بل أوجب دعاء الله عزوجل و مناجاته و تكليمه و مخاطبته بذلك ليكون الواجب من ذلك كاملا صورة و معنى بالقلب و بسائر الجسد .
وقد جمع بين هذين الأصلين الجامعين إيجابا و غير إيجاب فى مواضع كقوله فى آخر سورة هود ^ فاعبده و توكل عليه ^ و قول العبد الصالح شعيب ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب ) و قول إبراهيم و الذين معه ( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا و إليك المصير ) و قوله سبحانه إذ أمر رسوله أن يقول ( كذلك أرسلناك فى أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذى أوحينا إليك و هم