ولا يستكمل الخلق الذي جعل لهم فيه نصيب نصيبهم من ذلك حتى يصلوا إلى غاية تقارب الكمال وهي كمالهم اللائق بهم إلا في الدار الآخرة في الجنة حين يقولون للشيء على الإطلاق كن فيكون .
فعيسى عليه السلام نبي من جملة من قسم له أوفر نصيب على قدره بالإضافة إلى وقته فكان يفعل بالإذن لا بذاته لأنه مفعول فيه فالله تعالى ينفخ من روح القدس وهو ينفخ في الأشياء بروح القدس لموضع التأييد بها لا من ذاته ولا من عنده .
فأبدا يوقف فعله على الإذن لأنه مؤيد بالروح فلو اطلعوا على ما وراء ظاهر القدرة من باطن الحكمة لأشرق عليهم من نور الإمداد ونفحتهم نفحة من نسيم التأييد فأخذوا حظهم من النفحة كما أخذ الحواريون عليهم السلام ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم فبقوا صما بكما عميا