الفصل السادس .
في ذكر بعض زهده وتجرده وتقاعده عن الدنيا وتبعده .
أما زهده في الدنيا ومتاعها فإن الله تعالى جعل ذلك له شعارا من صغره حدثني من اثق به عن شيخه الذي علمه القرآن المجيد قال قال لي أبوه وهو صبي يعني الشيخ احب اليك أن توصيه وتعده بأنك إن لم تنقطع عن القرأءة والتلقين ادفع اليك كل شهر أربعين درهما .
قال ودفع إلي أربعين درهما .
وقال أعطه إياها فإنه صغير وربما يفرح بها فيزداد حرصه في الاشتغال بحفظ القرآن ودرسه وقل له لك في كل شهر مثلها فامتنع من قبولها وقال يا سيدي إني عاهدت الله تعالى ان لا آخذ على القرآن اجرا ولم يأخذها .
فرأيت ان هذا لا يقع من صبي إلا لما لله فيه من العناية .
قلت وصدق شيخه فإن عناية الله هي التي أوصلته الى ما وصل من كل خير من صغيره لا من كبر .
ولقد اتفق كل من رآه خصوصا من أطال ملازمته أنه ما