من البصائر الرحمانية والدلائل النقلية والتوضيحات العقلية حتى ينكشف قناع الحق وبان بما جمعه في ذلك والفه الكذب من الصدق حتى لو ان اصحابها احياء ووفقوا لغير الشقاء لاذعنوا له بالتصديق ودخلوا في الدين العتيق .
ولقد وجب على كل من وقف عليها وفهم ما لديها ان يحمد الله تعالى على حسن توفيقه هذا الامام لنصر الحق بالبراهين الواضحة العظام .
حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء النبلاء الممعنين بالخوض في اقاويل المتكلمين لاصابة الثواب وتمييز القشر من اللباب .
ان كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب اقوال الاصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وجلها ممعن بتكلف الادلة والتعليل وانه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله تعالى عليه بمطالعته مؤلفات هذا الامام احمد ابن تيمية شيخ الاسلام وما اورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو الا ان وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه من اقوال المتكلمين من الظلام وزال عنه ما خاف ان