وحدث عنه أيضا أبو عبد الله محمد بن عتاب الفقيه وأبو محمد بن حزم وأبو مروان الطبني وأبو عمر بن مهدي المقرىء وقال : كان أبو محمد نضر الله وجهه كثير الرواية مقيد لها عالي الدرجة فيها ثقة مأمونا ذا دين وفضل . ولد في النصف من شعبان سنة ثلاثين وثلاث مائة وتوفي - غفر الله له ذنبه - يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الأول سنة خمس عشرة وأربع مئة . ودفن صبيحة يوم الجمعة برحبة غزيرة . عند دار ابن شهيد ولم يخرج به إلى المقبرة لشدة خوف البرابرة في ذلك الوقت نفعه الله بذلك .
عبد الله بن أحمد بن عثمان يعرف بابن القشاري . من أهل طليطلة يكنى : أبا محمد .
روى عن جماعة من علماء بلده . وكان دينا تقيا ثقة في روايته ورعا قليل التصنع . وكان الغالب عليه الرأي وكان شاعرا مشاورا في الأحكام وتولى الصلاة والخطبة بجامع طليطلة . وكان يعقد الوثائق دون أجرة .
وكان يبدأ في المناظرة بذكر الله D والصلاة على محمد A ثم يورد الحديث والحديثين والثلاثة والموعظة . ثم يبدأ بطرح المسائل من غير الكتاب الذي كانوا يناظرون عليه فيه . ذكر ذلك ابن مطاهر .
وقرأت بخط أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن : توفي شيخنا الفقيه المالكي أبو محمد ليلة السبت لليلتين خلتا لشعبان الذي من سنة سبع عشرة وأربع مائة وصلى عليه أبو الطيب بن الحديدي .
عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف المعافري : قاضي بلنسية يكنى : أبا عبد الرحمن ويلقب بحيدرة .
روى بقرطبة : عن أبي عيسى الليثي وأبي بكر بن السليم وأبي بكر ابن القوطية وغيرهم .
وكان : من العلماء الجلة ومن ذوي العناية القديمة ثقة فاضلا . ذكره ابن خزرج وقال بلغني أنه توفي ببلنسية قاضيا سنة سبع عشرة وأربع مئة وله بضع وثمانون سنة .
وقرأت بخط بعض الشيوخ : أنه توفي في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مئة وحدث عنه أبو محمد بن حزم وقال : هو من أفضل قاض رأيته دينا وعقلا وتصاونا مع حظه الوافر من العلم .
عبد الله بن محمد بن سليمان يعرف : بابن الحاج . من أهل قرطبة يكنى : أبا محمد .
روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب وأبي الربيع بن الغماز المقرىء . حدث عنه أبو عمر بن مهدي وقال : كان حافظا لكتاب الله تعالى مجودا له مع حلاوة صوته وطبعه .
وكان إذ أحيا في الجامع لا يتمالك كل من سمعه من البكاء وما ذاك إلا لسريرة حسنة وتقى كان بينه وبين خالقه والله أعلم .
وكان معه أدب وإحسان للأعمال العجيبة في الزهد والشعر . وكان يقول شعرا حسنا وكان كثير الرواية للحديث أدرك شيوخا جلة وأخذ عنهم وكان له تأليف في الزهد كبير وغير ذلك .
وكان من قديم مشفقا لاشتغاله عن الطلوع إلى المشرق وحج بين الله الحرام متعلق النفس بذلك حتى دنا الوقت وحركة القدر فخرج فلما وصل إلى القيروان لحقته المنية سنة تسع عشرة وأربع مئة . نفعه الله بما كان ينوبه . إنه على كل شيء قدير .
عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر القرشي النحوي : من أهل قرطبة استوطن سرقسطة يكنى : أبا محمد . وهو من جلة أصحاب أبي عمر بن أبي الحباب وغيره .
وكان صحيح النقل حسن الخط مليح التقييد والضبط استوطن مدينة سرقسطة وقرأ بها العربية . وكان يعرف بها بالقرشي ويفاخر بخطه .
عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذنين بن عاصم بن عبد الملك بن إدريس بن بهلول بن ازراق بن عبد الله بن محمد الصدفي كذا قرأت نسبه بخطه : وهو من أهل طليطلة يكنى : أبا محمد .
روى ببلده عن أبيه عبد الرحمن بن عثمان وعن عبدوس بن محمد وأبي عبد الله ابن عيشون وعبد الله بن معروف وشكور بن خبيب وفتح بن إبراهيم وتمام بن عبد الله وأبي محمد بن أمية وغيرهم . وسمع بقرطبة : من أبي جعفر بن عون الله وأبي عبد الله بن مفرج وعباس بن أصبغ وخلف بن قاسم وغيرهم كثير .
وكتب بمدينة الفرج عن أبي بكر أحمد بن موسى بن ينق وأبي عمر أحمد بن خلف الزاهد وأبي عبد الله محمد بن خلف بن سعيد وأبي زكرياء يحيى بن محمد بن وهب بن مسرة وغيرهم . وكتب عن جماعة من سائر رجال الثغر