وعني بالفقه وعقد الوثائق والشروط فحذقها وشهر بتبريزه فيها ثم شارف كثيرا من العلوم فأخذ بأوفر نصيب منها ومال إلى الزهد ومطالعة الأثر والوعظ فكان يعط الناس بمسجده بحوانيت الريحاني بقرطبة ويعلم القرآن فيه . وكان يقصده أهل الصلاح والتوبة والإنابة ويلوذون به فيعظهم ويذكرهم ويخوفهم العقاب ويدلهم على الخير .
وكان رقيق القلب غزير الدمع حسن المحادثة مليح الموانسة جميل الأخلاق حسن اللقاء .
وكان : يغسل الموتى ويجيد غسلهم وتجهيزهم . وقد جمع في معنى ذلك كتابا حفيلا وجمع أيضا كتابا حسنا في آداب المعلمين خمسة أجزاء وصنف في أخبار القضاة والفقهاء بقرطبة كتابا مختصرا وقد نقلنا منه في كتابنا هذا ما نسبناه إليه .
وتولى عقد الوثائق لمحمد المهدي أيام تولية للملك بقرطبة فلما وقعت الفتنة خرج عن قرطبة فيمن خرج عنها وقصد المرية فأكرمه خيران الصقلبي صاحبها وأدنى مكانته وعرف فضله وأمانته فقلده قضاء لورقة فخرج إليها وألقى عصاه بها والتزم الصلاة والخطبة بجامعها ولم يزل حسن السيرة فيهم محمودا لديهم محببا إليهم إلى أن توفى ضحوة يوم الأحد لست عشرة ليلة خلت لربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة وصلى عليه الرجل الصالح حبيب بن سيد الجذامي .
قال ابن شنظير : ومولده في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة .
حدث عنه الصاحبان وحاتم بن محمد وأبو العباس العذري وأبو بكر المصحفي وطاهر بن هشام وغيرهم . ذكر بعض ما تقدم ذكره القبشي .
أحمد بن عبد القادر بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الأموي : من أهل إشبيلية يكنى : أبا عمر .
أخذ عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء وأبي القاسم حكم بن محمد بن هشام القرشي القيرواني ومحمد بن أحمد بن الخراز الغروي ومحمد بن حارث الخشني . وسمع : من أبي علي البغداذي يسيرا .
وكان : له حظ صالح من علم النحو واللغة والشعر وله كتاب في القراءآت السبع سماه التحقيق في سفرين وتأليف آخر في الوثائق وعللها سماه المحتوى في خمسة عشر جزءا . حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال : توفي في عقب سنة عشرين وأربع مائة . وكانت فيه فكاهة تخل به .
أحمد بن محمد بن دراج القسطلي : منسوب إلى قسطلة دراج يكنى أبا عمر .
ذكره الحميدي وقال : هو معدود في جملة العلماء والمقدمين من الشعراء والمذكورين من البلغاء وشعره كثير مجموع يدل على علمه . وله طريقة في البلاغة والرسائل يستدل بها على اتساعه وقوته . قال : سمعت أبا محمد علي بن أحمد وكان عالما بنقد الشعر يقول : لو قلت أنه إنه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعد . وقال مرة أخرى : لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لما تأخر عن شأو حبيب والمتنبي . مات قريبا من العشرين والأربع مائة . هذا قول الحميدي .
قال غيره وتوفي : سنة إحدى وعشرين وأربع مائة ومولده في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاث مائة .
أحمد بن قاسم بن أيوب القيسي : من أهل بجانة .
كانت له عناية بالعلم ورحلة إلى المشرق حج فيها . وروى بها وتوفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة .
أحمد بن عبد الله بن بدر مولى أمير المؤمنين المستنصر بالله C : من أهل قرطبة يكنى أبا مروان .
روى عن أبي عمر بن أبي الحباب وأبي بكر بن هذيل . وكان : نحويا لغويا شاعرا عروضيا . وتوفي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة .
حدث عنه أبو مروان الطبني وذكر خبره ووفاته .
أحمد بن عبد الله بن شاكر الأموي : من أهل طليطلة يكنى : أبا جعفر . روى عن محمد بن إبراهيم الخشني وإبراهيم بن محمد بن حسين وأحمد بن محمد ابن ميمون وغيرهم وكان معلما بالقرآن .
توفي : سنة أربع وعشرين وأربع مائة . وصلى عليه أبو الحسن بن بقي القاضي . ذكره ابن مطاهر .
أحمد بن أدهم بن محمد بن عمر بن أدهم : من أهل جيان سكن إشبيلية . يكنى : أبا بكر .
له رواية واسعة عن جده محمد بن عمر بن أدهم وغيره من شيوخ الأندلس .
وكان : من أهل العلم والتصاون والثقة . حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال : أجاز لي روايته سنة خمس وعشرين وأربع مائة . ومولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة .
أحمد بن يحيى بن حارث الأموي : من أهل طليطلة يكنى أبا عمر