ذكره ابن خزرج وقال : توفي سنة تسع وعشرين وأربع مئة وهو ابن خمس وسبعين سنة . وكان أول سماعه سنة ست وخمسين وثلاث مائة بقرطبة .
عبد الملك بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن الأصبغ القرشي : من أهل قرطبة يكنى : أبا مروان ويعرف : بابن المش .
روى عنه الخولاني وقال : كان من أهل العلم مقدما في الفهم قديم الخير والفضل له تأليف حسن في الفقه والسنن أجاز لي جميعه مع سائر روايته . وذكره أبو عمر بن مهدي وقال : كان نبيلا شديد الحفظ كثير الدراسة مع الديانة والفضل والتواضع والأحوال العجيبة نفعه الله وذكر أنه قرأ عليه كتابا ألفه في مناسك الحج وكتابا في أصول العلم تسعة أجزاء . وقال : أخبرني أنه ولد في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة .
قال ابن حيان : وتوفي بإشبيلية سنة ست وثلاثين وأربع مئة . وحدث عنه أيضا ابن خزرج وقال : روى عن القاضي ابن زرب وابن مفرج كثيرا وخلف ابن القاسم . وجرى بينه وبين الأصيلي شيء فلم يعد إلى مجلسه . وله تواليف في الاعتقادات وغيرها .
عبد الملك بن سليمان الخولاني : يكنى : أبا مروان .
محدث سمع بالأندلس وإفريقية ومصر ومكة . ذكره الحميدي وقال : سمعنا منه بالأندلس الكثير ومات بها قبيل الأربعين وأربع مئة بجزيرة ميورقة وكان شيخا صالحا .
عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين بن محمد بن أسد التميمي . ثم الحماني من بني سعد بن زيد بن مناة بن تميم الطبني : من أهل قرطبة يكنى : أبا مروان . من بيت علم ونباهة . وأدب وخير وصلاح . وأصلهم من طبنة من عمل إفريقية .
روى بقرطبة : عن القاضي يونس بن عبد الله وأبي المطرف القنازعي والقاضي أبي محمد بن بنوش وأبي عبد الله بن عابد وأبي عبد الله بن نبات وأبي القاسم بن الأفليلي وأبي عمرو المرشاني وأبي محمد مكي المقرىء وأبي محمد بن حزم وغيرهم .
وكانت له رحلتان إلى المشرق كتب فيهما عن جماعة من أهل العلم بمكة ومصر والقيروان . وكتب عن القاضي أبي الحسن بن صخر المكي وأبي القاسم بن بندار الشيرازي وأبي زكرياء البخاري وأبي محمد بن الوليد وأبي إسحاق الحبال وجماعة كثيرة سواهم .
قال أبو علي : وكانت له عناية تامة في تقييد العلم والحديث وبرع مع ذلك في علم الأدب والشعر .
وذكره الحميدي فقال : هو من أهل بيت جلالة من أهل الحديث والأدب إمام في اللغة شاعر وله سماع بالأندلس وقد رأيته بالمرية في آخر حجة حجها وقال : أخبرني أبو الحسن العائذي أن أبا مروان الطبني لما رجع إلى قرطبة أملى فاجتمع إليه في مجلس الإملاء خلق كثير فلما رأى كثرتهم أنشد : .
إني إذا احتوشتني ألف محبرة ... يكتبن حدثني طورا وأخبرني .
نادت بعقوتي الأقلام معلنة ... هذي المفاخر لا قعبان من لبن .
قال الحميدي : ثم أنشدني هذين البيتين الإمام أبو محمد التميمي ببغداد قال : أنشدنا بعض شيوخنا لأبي بكر الخوارزمي : .
إني إذا حضرتني ألف محبرة ... يقول أنشدني شيخي وأخبرني .
نادت بإقليمي الأقلام ناطقة ... هذي المكارم لا قعبان من لبن .
قال أبو علي : أنشدني ابن أبي مروان الطبني لأبيه عبد الملك بن زيادة الله يذكر كتاب العين وبغلة له سماها النعامة : .
حسبي كتاب العين علق صنة ... ومن النعامة لا أريد بديلا .
هذي تقرب كل بعد شاسع ... والعين يهدي للعقول عقولا .
وقرأت بخط شيخنا أبي الحسن بن مغيث : قال : أنشدني أبو مضر زيادة الله ابن عبد الملك التميمي قال : خاطبني أبي من مصر عند كونه بها في رحلته : .
يأهل الأندلس ما عندكم أدب ... بالمشرق الأدب النفاح بالطيب .
يدعى الشباب شيوخا في مجالسهم ... والشيخ عندكم يدعي بتلقيب .
قال أبو علي : ولد شيخنا أبو مروان في الساعة الثامنة من يوم الثلاثاء وهو اليوم السادس من ذي الحجة من سنة ست وتسعين وثلاث مائة . وتوفي : سنة ست وخمسين وأربع مئة . كذا قال أبو علي سنة ست وخمسين وهووهم منه وإنما توفي في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين مقتولا في داره C . كذا ذكر ابن سهل في أحكامه وهو الأثبت إن شاء الله تعالى . وكذا ذكره ابن حيان وقال : لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وصلى عليه ابن عمه أبو بكر إبراهيم بن يحيى الطبني