روى عن حكم بن محمد ومحمد بن عتاب وأبي عمر بن القطان وغيرهم . وكان معتنيا بالسماع والرواية عن الشيوخ والأخذ عنهم . وكان يعظ الناس في مسجده ويذكرهم . وكان فاضلا دينا ثقة فيما رواه وعني به . وقد أخذ عنه بعض أصحابنا وتوفي C سنة إحدى وخمسمائة . قال لي ذلك : أبو جعفر أحمد ابن عبد الرحمن .
عبد الرحمن بن محمد العبسي يعرف : بابن الطوج يكنى : أبا محمد .
من أصحاب أبي عمر بن عبد البر المتحققين به . وكان رجلا صالحا وتوفي سنة سبع وخمسمائة . وكان الحفل في جنازته عظيما قل ما رؤى مثله .
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت الأموي الخطيب بالمسجد الجامع بشاطبة يكنى : أبا محمد .
روى عن أبي عمر بن عبد البر كثيرا من روايته وعن أبي العباس العذري . وكان رجلا فاضلا زاهدا ورعا منقبضا شهر بالخير والصلاح . سمع منه جماعة من أصحابنا ورحلوا إليه واعتمدوا عليه ووصفوه بما ذكرناه من حاله . وذكروا أنه امتنع من الإجازة لهم . وقال لي بعضهم : توفي سنة تسع وخمسمائة ومولده سنة ست وأربعين وأربع مئة . وقال لي أبو الوليد صاحبنا وأملاه علي : قال لي أبو محمد الخطيب هذا : زارنا أبو عمر ابن عبد البر في منزلنا فأنشد وأنا صبي صغير فحفظته من لفظه : .
ليس المزار على قدر الوداد ولو ... كان كفيين كنا لا نزال معا .
عبد الرحمن بن شاطر : من أهل سرقسطة يكنى : أبا زيد .
كان ذا فضل وأدب وافر وشعر ثم انخمل وانزوى ولزم الانقباض . ومن شعره ما أنشدناه بعض أصحابنا قال : أنشدنا القاضي أبو علي بن سكرة قال : أنشدنا أبو زيد لنفسه : .
ولائمة لي إذ رأتني مشمرا ... أهرول في سبل الصبى خالع العذر .
تقول تنبه ويك من رقدة الصبى ... فقد دب صبح الشيب في غسق الشعر .
فقلت لها كفى عن العتب واعلمي ... بأن ألذ النوم إغفأة الفجر .
عبد الرحمن بن عبد الله بن منتيل الأنصاري : من أهل سرقسطة يكنى : أبا زيد . وهو صهر القاضي أبي علي بن سكرة وقد أخذ عنه أبو علي تبركا به .
روى عن القاضي محمد بن إسماعيل بن فورتش وغيره . وكان رجلا صالحا ورعا دينا منقبضا مقبلا على ما يعنيه ويقر به من ربه D . وكان ممن يتبرك بلقائه والأخذ عنه . واختبرت إجابة دعوته وقد سمع الناس منه . وكان خطيبا ببلده أديبا شاعرا وأنشدنا بعض أصحابنا قال : أنشدنا القاضي أبو علي لأبي زيد هذا : .
سأقطع عن نفسي علائق جمة ... واشغل بالتلقين نفسي وباليا .
وأجعله أنسي وشغلي وهمتي ... وموضع سري والحبيب المناجيا .
وكتب إلى صهره أبي علي C : .
كتبت لأيام تجد وتلعب ... ويصدقني دهري ونفسي تكذب .
وفي كل يوم يفقد المرء بعضه ... ولا بد أن الكل منه سيذهب .
وتوفي أبو زيد هذا في صدر سنة خمس عشرة وخمس مئة .
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد : من أهل قرطبة يكنى : أبا الحسن .
روى عن أبيه وعن القاضي سراج بن عبد الله وأبي عبد الله محمد بن عتاب وأبي عبد الله محمد بن فرج وسمع بطليطلة من أبي جعفر بن مطاهر تاريخه في فقهاء طليلطة وأجاز له أبو العباس العذري ما رواه وتولى الأحكام بقرطبة مدة طويلة . وكان دربا بها لتقدمه فيها سالم الجهة فيها تولآه منها منفذا لها من بيته علم ودين وفضل سمعنا منه وأجاز لنا بخطه ولم تكن عنده أصول وتوفي C عشي يوم الخميس ودفن عشي يوم الجمعة منتصف ذي الحجة سنة خمس عشرة وخمسمائة . ودفن بمقبرة ابن عباس وشهده جمع كثير وصلى عليه أخوه أبو القاسم وقال لي : مولدي في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة . ثم وجدت مولده بخط أبيه C قال : ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة من العام المؤرخ .
عبد الرحمن بن محمد بن عتاب بن محسن : من أهل قرطبة يكنى : أبا محمد