هل كان يُفتلُ مُبرماً سببٌ ... في جانبيه تخالف الفَتْلُ .
وقوله : .
الناسُ أعداءٌ إذا جرَّبتُهم ... لمقلِّهِم وأضادقُ المتموِّل .
كالربح قد تُطفي السِّراجَ لضعفه ... وتُزيدُ في ضوء الحريق المُشعَلِ .
وقوله : .
مهما أُدِلتَ على عدوِّك فاحبُهُ ... مّنّاً إذا ما شيمَ منه وفاء .
فإنِ اعتدى فكَفاه عارٌ خالدٌ ... وكفاك أجرٌ حاصلٌ وثَناءُ .
ما إذا عاقبتَه فلينقلبْ ... وبه استقلَّتْ آلةٌ حدباء .
لا تتركَنَّ النارَ إنْ أطفأتها ... فحماً ففيها أنْ تعود رجاء .
وقوله يستشفع بعض المحتشمين في أمر : .
لما رأيتُكَ بالمكارم مولَعاً ... وجميل قولكَ بالفَعال مُشَفَّعا .
وعرفتُ منكَ شمائلاً تسْبي بها ال ... أهواءَ مرأىً إنْ أردتَ ومَسْمعا .
ترعى ذِمامَ مؤمِّليكَ تَطوُّعاً ... وسِواكَ يَرعى إنْ رعاهُ تصنُّعا .
ورأيتَني آبى صنيعةَ ماجِدٍ ... ما لم أجِدْهُ لاصطناعي مَوضعا .
إنّ الظِّباءَ المستحيلَ نجيعُها ... مِسكاً أبَينَ بكلّ أرضٍ مَرتَعا .
جَشّمتَ مجدكَ نهضةً لشفاعةٍ ... أيقنتُ فيها أن تَعودَ مُشفَّعا .
وإذا أطعتَ كريمَ هَمِّكَ ناهضاً ... فيها فتُدركُني بفَضلكَ مسرعا .
ألفيتَني بالشكر أملأ من وفى ... وأجدَّ من أثنى وأخلصَ من دعا .
قلت : ولهذا الفاضل نثرٌ فوق النثر كما أن له نظماً فوقَ النظم . وكلا الخَطّين منه مليح كما أن كلا اللسانين منه فَصيح .
محمد بن أحمد بن الحَسن .
الفضّاض الأصفهاني .
أديب مولانا نظام الملك أنشدني من قصيده له فيه : .
تنام في عدلِهِ الخَلْق أعيُنُهم ... وعينُهُ في حِفاظ الخَلق لم تَنَم .
لولا إفاضَتُهُ في الناس أفتضه ... أضحى جميعُهُمُ لحماً على وضَمِ .
يا حائزاً في مضامير العُلا قصباً ... تضاءلتْ عنهُ في تقريظه كَلِمي .
لم ألقَ غيرَكَ بعدَ الله لي وَزَراً ... يُلقي الجِران لديه باركاً نعَمي .
وله أيضاً من قصيدة أخرى : .
قَنِصتَ العِدا إذْ ساهموا الموتَ في الوَغى ... لسَهم لإشراك المَنون مشتركِ .
وصاروا لرَيعان المَنايا وسيفِهِ ... يُساقون شَتّى كالهِجان الأوراك .
أبو طاهر مطيار الأصفهاني .
أنشدني الشيخ أبو عامر الجرجاني قال : وهو بعد في قيد الحياة : .
وقائلةٍ بما تحوي ترفَّقْ ... فإنّ الدهرَ ذو غيرٍ عَضوصُ .
فقلت لها : ملامَكِ عن جَوادٍ ... يَداهُ الريحُ والمالُ البعوض .
الكِيا الأجلّ أبو الفتح الأصفهاني .
كتب إلى الشيخ أبي عامر الجرجاني هذين البيتين : .
أبا عامرٍ إنّ الرَّتائم إنما ... تُذكِّر بالأمر العَبام المُغمَّرا .
ولكنَّ من عَيناه درجُ فؤاده ... فليس بمحتاجٍ إلى أنْ يُذكَّرا .
قال الشيخ أبو عامر الجرجاني : هذا الشعر ليس له ولكنه يتمثّل به وإنما هو لأبي الحسين بن فارس .
دَيْسَمُ بنُ شاذّكَوِيه الكُرديُّ .
أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد الكَرَجي الأديب وهو يومئذ يؤدب الشيخ الرئيس أبا المقدَّم الموفَّق بن أحمد بن هبة الله الحُسين . قال : أنشدني هذا الكردي لنفسه : .
أنبني أنيسي وكفّي وِسادي ... وعَيني كحيلٌ بشوكِ القَتاد .
إذا قيل : دَيسمُ ما تشتكي ... أقول بشجوٍ : فؤادي فُؤادي .
الأستاذ أبو عبد الله البنداري الدَّيلميُّ .
قرأته من خطِّ حافِدِهِ وُشْتاسْف : .
إني امرؤٌ كسْرويٌّ حين تَنْميني ... وفي الذوائبِ منهمْ والعَرانينِ .
مجتث .
أخوالي التركُ لا أبغي بهمْ بَدَلاً ... وليسَ رأيُ الرِّضى منّي بمغْبون .
والدينُ مني إن حاولتَ معرفةً ... دينُ التِّهاميِّ ما أعلاه من دين ! .
أبو الفتح بن مدبِّر الأصفهاني