وما بثعركَ من دُرٍّ ومن بَرَدٍ ... وما به من رُضابٍ فائِحٍ عطِرِ .
وطُرَّةٍ طارَ لُبَّي عند رؤيتها ... وغُرَّةٍ تركتْ قلبي على غَرَرِ .
وحاجبٍ حجَب السلوان عن فكري ... وعارضٍ عرَّض الأجفان للسهر .
وقامةٍ قد أقامتني على قَدَمٍ ... في مَعركِ الوجْد والأطماع والحذر .
هَبْ لي أماناً من الهجران إنّ له ... كأساً تجرَّعتُ منها علقَمَ الصبر .
إنْ كنتُ أذنبتُ ذنباً غير مُعْتمدٍ ... يا مالكي فاعْفُ عنّي عفْوَ مقتدِرِ .
الحسين بن أحمد السنجاري .
أنشدني له الشيخ أبو محمد قال : أنشدني عزّ المعالي بجزيرة عمر هذه الأبيات : .
ولما بسطْنا للوداع أكفَّنا ... وكلّ لِما يَلقاه قد ودَّع الصَّبرا .
وقفتُ على الأطلال ساعةَ ودّعوا ... أسائلها طوراً وأندبُها أخرى .
وقلتُ ولم أملكْ سوابقَ عبرةٍ ... على الخدِّ تَحْكي بعد سيرهُمُ القَطْرا : .
كفى حَزناً للهائمِ الصَّبِّ أنْ يرى ... منازل من يهوى معطَّلةً قَفْرا .
علي بن محمد اللؤلئي .
أترى الزمان يسُرُّنا بتلاقِ ... ويضُمُّ مُشتاقاً إلى مُشتاقِ .
نُوَبُ الزمان كثيرةٌ وأشدُّها ... شَمْلٌ تحكَّم فيه قومٌ فِراقِ .
يا عينُ لِمْ عرّضْتِ نفسكِ للهوى ... أو ما رأيْتِ مَصارعَ العُشّاق .
أبو بكرٍ العَنْبري .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني أبو المحاسن عبد المنعم بن الحسين الصوري له : .
أيا نَفَحاتِ الريحِ من أرضِ بابل ... بحَقِّ الهوى إلاّ حَمَلْتِ رسائلي .
إلى خيرِ إلفٍ هام قلبي بحبِّه ... به تمّ وَسْواسي وهاجَتْ بَلابلي .
وقلت له : يا نورَ قلبي وناظري ... رحلتَ بقلبي والهوى غيرُ راحِلِ .
وفرَّقتَ ما بينَ الجُفون ونومها ... وواصلتَ ما بيني وبين عواذلي .
وإنّ بصحراءِ المُرَيْطِ منازلاً ... لأحبابنا أكرِمْ بها من منازل ! .
وفيها التي هام الفؤادُ بحبِّها ... وكم سائلٍ لم يحظَ منها بطائلِ .
تعلَّقها بالأمسِ خِلْواً من الهوى ... فقدْ شغلتْهُ اليومَ عن كلّ شاغِلِ .
أبو الحسن بن محمد .
حفيد أبي حامد أحمد بن محمد بن نَجْدة .
ذكر لي الأستاذ أبو محمد العبد لْكاني الزوزنيُّ أنه كتب إليه كتاباً من بغداد فيه قصيدة له قالها في الشيخ أبي حامد الإسفرائيني قال : وعزب عني الكتاب والشعر إلاّ قوله فيها : .
تَشمُّ الأنوفُ الشُّمُّ تُربةَ أرضه ... واعجبْ بأنفٍ راغمٍ فازَ بالفَخر .
غريب الخادم .
أنشدني القاضي أبو جعفر قال : أنشدني الحاكم أبو سعد عبد الرحمن محمد بن دوسْت قال : أنشدني هذا الخادم وكان شيخاً كبيراً خدم خلفاء بغداد لنفسه فمن مقطّعاته قوله : .
قلبي يقول لعَيني : هِجتِ لي سَقَماً ... والعينُ تزعُم أنّ القلب أَذْكاها .
والقلبُ يشهدُ أنّ العينَ كاذبةٌ ... هي التي صَيَّحَتْ للنفسِ بَلْواها .
لولا العيونُ وما يجنبن من سَقَمٍ ... ما كنتُ مرتَهناً في سُرَّ مَنْ راها .
قال الحاكم أبو سعد بن دوست C : حدثني هذا الخادم قال : كنت أنشد ببغداد من أشعار أبي الفتح البُستي وأضرابه فلم يَرْتضوا منها بيتاً واحداً وقالوا : إنما يريد مثل قول صاحبنا : .
أجمِلي يا أمَّ عَمرٍو ... زادك لله جمالا .
لا تبيعنِّي برُخْصِ ... إنّ في مِثلي يُغالى .
قال الحاكم C : كان هذا الخادم يبيتُ في كَرْمٍ لنا فانصرف ولم يعُد بعده فقيل له في ذلك فقال : إنّ هناك جواميس تقلع العين يعني بها البعوض .
منصور بنُ جُلَّهنار .
بعض عمّال الأجلّ الأوحد أبي محمد الحسن بن مَكْرمٍ فقال فيه مدحةً : .
نَم أيها الساعي لتلْ ... حق آل مَكرم أم لأيشْ .
عُدَدُ العُلا منهم كما ... أنّ الأئمةَ من قُريش .
النَّضيري