أتذكر إذْ نهاية ما تمنّى ... ملاحظةٌ بها منهُ تَفوز .
فحين نسجتُ بينكما التصافي ... دخلتَ وصرتُ من برّا أجوزُ .
يقول : قال : فذكر لي أبو محمد بن الطيب الباقلاني أنه أخذه من قول الآخر حيث يقول : .
قد كنتُ أقرا هذه السورهُ ... فانكشفتْ لي هذه الصوره .
شبَّشتْني حتى إذا صدتَ من ... تهواه بي فزَّوتْني حِيره .
قلت : الشباشُ الطائر الذي يقيِّد في الشِّرَك ليُصطاد به غيره نظيره . ورأيتُ له في بعض التعاليق هذه الأبيات : .
سلامٌ على بغداد في كل منزلٍ ... وحُقَّ لها منّي السلام المضاعَفُ .
لَعَمرُكَ ما فارقتُها عن قِلىً لها ... وإني بحسني جانبيها لَعارفُ .
ولكنّها ضاقتْ عليَّ بِرَحْبِها ... ولم تكُنِ الأرزاق فيها تُساعف .
وكانت كخِلٍّ كنتُ أهوى دُنُوَّهُ ... وأخلاقُهُ تَنأى به وتُخالِف .
وله أيضاً : .
عُزِلْتَ ولكنْ ما عُزِلْتَ عن العُلا ... وجودُكَ في جيد العُلا لكَ شاهدُ .
فلا يفرحِ الأعداء بالعَزْل مَورِداً ... إذا راح عنه صادِرٌ جاءَ واردُ .
أبو سعيد الكَرابيسي .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني الشريف أبو يَعلى محمد بن الحسين الجعفري الكرابيسي هذا له : .
كأنّني حين أَهديتُ الثناء له ... مُهدٍ إلى البحر سِمطاً من لآليه .
أو مُتحَفُ الفَلكِ الجاري كواكبُهُ ... والنَّيِّرينِ بنجمٍ من دَراريهِ .
عبد الله بن عبد الرزاق .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني ابن بَرهان البغدادي النَّحْويُّ له : .
دَعوا مقلتي تَبكي لفقْدِ حَبيبها ... ليُطفئَ بَرْدُ الدمع حَرَّ لهيبها .
ففي حَلِّ خيط الدمع للقلب راحةٌ ... وطوبى لنفسٍ مُتِّعتْ بحبيبها .
بمَنْ لو رأته القاطعات أكفَّها ... لما رضيتْ إلا بقطع قُلوبها .
أبو غالب محمد بن أحمد .
بن سهلٍ الواسطي .
أنشدني الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني الشريف أبو المكارم المطهَّر بن علي له : .
يا أهل واسِطَ إنَّ صاحبكم صَبا ... من بعد طول تَنسُّط وصلاح .
تبعَ الهوى في حب ظَبْيٍ شادنٍ ... ذي مُقلةٍ سَكرى ولفظٍ صاحِ .
في وجهه لذوي البصائر والنهى ... نُزَهُ العيون وراحةُ الأرواح .
ذي غُرَّةٍ زِينتْ بأحسن طُرَّةٍ ... كَسَواد ليلٍ قس ضياء صَباحِ .
كم ليلةٍ قصَّرتُها بمُدامةٍ ... وقطعتُها بفُكاهةٍ ومُزاح .
تَقبيله نُقْلي وعَذْبُ رُضابه ... خَمري وضوءُ جبينه مِصباحي .
ثم انثنيتُ وساعِدايَ قِلادةٌ ... في النحر منهُ وساعِداه وِشاحي .
نفسي الفداء لمن أطعتُ له الهوى ... وعصيتُ فيه مَلامة النُّصّاح .
وأنشدني أيضاً قال : أنشدني له الرئيس ابن فَضْلان من قصيدةٍ أخرى : .
لولا تعرُّض ذكر من سكن الغضى ... ما كان جِسمي للضَّنا مُتعرِّضا .
لكنْ جَفا جَفْني الكرى بجَفائهم ... وحَشا حَشايَ فراقُهم جَمرَ الغَضا .
فلو أنّ ما بي بالرياح لما جَرَتْ ... والبرق لم يُمنى به ما أومضا .
ولو أنني أفضي بأسرار الهوى ... يوماً إلى أحدٍ لضاقَ بها الفَضا .
وأنشدني أيضاً قال : أنشدني أيضاً الرئيس أبو علي الشرواني له : .
إذا ما تذكرتُ الذي كان بيننا ... من الوصْل جاد الدمعُ سَكْباً على سكبِ .
وبِتُّ ونارُ الوَجد بين جَوانحي ... تُقلِّبني الأشواقُ جَنباً على جنب .
شربتُ بكأسٍ من يد البَين مُرّةٍ ... وقد كنت قبل البَينِ ذا مَشربٍ عَذْبِ .
فيا غائباً عن ناظري وهو حاضِرٌ ... بقلبي رعاك الله في البُعد والقُرب .
وأنشدني أيضاً له : .
بما بِعينيكَ من غُنجٍ ومن حَوَرِ ... وما بِخَدَّيكَ من وردٍ ومن زَهَرِ